الأحد، 5 ديسمبر 2010

وكم إنتظرته ..


اتصل بى ...

أيقظنى من نوم عميق أهرب فيه من واقع مؤلم ..

صوته حزين ...

سألته عن حاله ؟ أخذ يتحدث إلى ّ وكأنه يتحدث أمام العالم

أخذ يؤنبنى على غفلتى أو بمعنى أدق هروبى من سماع ماقد لا أرغب فيه

أخذ يتحدث عن معانى سامية عظيمة

عن الحب. الرحمة . المروءة .الشجاعة. الإيمان. الصبر...

اليقين .الأمل. الجهاد .الأخوة .العزم .النصر .النجاح...

أخذ يحدثنى ويحدثنى حتى أنهى مكالمته بأنه ينتظرنى..
استيقظت من نومى !! هل كان حلم ام حقيقة ؟

أمسكت بهاتفى أتفقده.. لم يتصل بى أحد !

لا زالت أذنى تردد لى ما قاله

صوته مزيج من الشجن والأمل..
قمت مسرعة توضأت واستمد قلبى من خالقه نورا فى ركعتين

ثم قبلت أبنائى واحتضنتهم

ثم ذهبت للقائه
وجدتنى أحمل على عاتقى ما لذ وطاب من الطعام والملبس والمال و...
وانتظرته حتى أتى ..
كانت على وجهه ابتسامة كبيرة رأيتها من بعيد وكلما اقترب كلما خفت ابتسامته

حتى ذهبت !

تعجبت لم ؟!
أتيت على الفور للقائه تركت كل شئ لأجل هذا اللقاء لم ذهبت ابتسامته إذاً ؟

وقف أمامى قائلا : لم أتيت ؟

لم تتركى الدنيا بعد...
بل أتيت معها ..ألا زال حبها يملأ قلبك الضعيف.. ألا زالت تشغلك

رددت مسرعة :


لا لا لا لم تفهمنى بل حملتها لأجلك
أحببت أن تستمتع بها قليلاً رأيتك لا تعبأ بها قلت ولم لا أذكرك بها؟
رد بغضب وهو يذهب عينه بعيدا عنى : تقولين لأجلى ....
ألا تعلمى أننى أملك حياة بقلبى تساوى الدنيا وما فيها بل وأكثر

إذاً فلتنصرفى ولن أحدثك بعد اليوم
شعرت كم أنا ضئيلة

انصرفت وانا فى حرج شديد

لم تفارقه عيناى حتى انصرف عنى

بكيت حتى ذهبت دموعى

ألقيت كل ما حملته معى وعدت إلى بيتى حزينة

سألت نفسى هل ذهب عنى ؟.....ألا يحق لى أن أحدثه مرة أخرى؟

لم انصرف بعيدا عنى ؟ فإن مات قلبى فمن يحييه غيره

رن الهاتف مرة أخرى

رددت مسرعة : سامحنى لن أغضبك بعد اليوم .

رد قائلا : ولن أتركك بعد اليوم.
شعرت كم أنا الآن فى راحة وسعادة ..
قررت أن يكون دائما رفيقى ..

أيقظت أبنائى وقصصت عليهم ما حدث

سألتنى الصغيرة :

من هو يا أمى؟ ......
رددت...
إنه ..... ضميرى الحى الذى لم يمت ..